المفهومي واللغوي لها، ولكنها متطابقة من ناحية المصداق، لان الشرك ظلم والظلم ضلال والضلال شرك، ثم يستشهد ببعض الآيات التي قد يفهم منها أن الإيمان قد يلابسه شرك، وأن الإيمان سبيل إلى الله تعالى، ومن ثم يستنتج أن السبيل يمكن أن يلابسه شرك أو ظلم أو ضلال.
وأما السراط فهو طريق لا يلابسه شئ من ذلك.
الثانية: يفترض أن السراط هو ذلك الطريق الذي يكون فيه الهدى والإيمان بنحو ثابت ولا يعتريه شئ من التزلزل والتزعزع بخلاف السبيل الذي وإن كان طريقا إلى الله أيضا ولكنه يتضمن نحوا من أنحاء التزلزل والتزعزع، فإن استقر هذا الطريق عبر عنه بالسراط.
الثالثة: أن السراط هو ذلك الطريق الذي يكون واحدا وثابتا وغير متغير ومهيمنا على جميع السبل مهما تغيرت وتعددت وتكونت، مثاله مثال الروح والجسد، فإن روح الإنسان أمر ثابت لا يتغير بتغير مراحل نموه من الطفولة إلى الشيخوخة بخلاف البدن الذي يمر بأدوار، والموارد متعددة يختلف بعضها عن بعضها الآخر، والشئ الذي يهيمن على هذه الأطوار والأدوار المختلفة هو (الروح)، فموقع السراط من السبيل إذن هو موقع الروح من البدن، فتتعدد السبل ولكن لا يتعدد السراط وعدم تعدده ناشئ من أنه هو الذي يحفظ وحدة هذه السبل وصحتها وسلامتها.
وينتهي في النتيجة إلى أن السبل مع تعددها إما أن نفترض فيها أنها تتحد في السراط من قبيل اتحاد أدوار الإنسان البدنية والجسدية في روحه أو يتصل بعضها مع بعضها الآخر منتهيا إلى السراط فيكون غايتها ونهايتها.