هذا العنصر في فعل ما يكون هذا الفعل عباديا وإلا فلا.
إذن، فالعبادة التي تمثل جزء العامل الآخر المؤثر في مسيرة تكامل الإنسان لا بد أن تشتمل على عنصر الاختيار وأن تكون عبادة اختيارية.
ومثل هذا الحديث يقال في الاستعانة حيث يراد ب * (إياك نستعين) * التعبير عن الإرادة الاختيارية في الاستعانة بالله تعالى.
ثانيا - تطابق الإرادة مع الأحكام الشرعية:
والامر الآخر الذي يمكن أن نفهمه من الآية الكريمة بعد إدخال عنصر الإرادة والاختيار في الموضوع هو أن عملية تكامل الإنسان إنما تتحقق مع وجود هذا الاختيار، ولكن فيما إذا تمكن هذا الإنسان من أن يجعل إرادته واختياره متطابقا مع الحكم الشرعي وما يسمى بالإرادة التشريعية لله تبارك وتعالى في مقابل الإرادة التكوينية القاهرة في هذا الكون الذي يشير إليها القرآن الكريم في مثل قوله تعالى:
* (إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) * (1).
* (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) * (2).
ولعل من الآيات التي ورد فيها استعمال كلمة الإرادة في الإرادة التشريعية هي قوله تعالى:
* (... يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر...) * (3).