التفاعل بين غرائزه ومحيطه، ومن أمثلة ذلك ما يحصل له عند كبحه لغريزة من غرائزه لسبب من الأسباب، أو عند رؤيته لمعذب أو يتيم أو فقير معدم وغير ذلك.
ومن الواضح ان تعرضه لهذا النوع من الألم ليس باختياره إذ لو لم تودع فيه مثل هذه الغرائز والاحاسيس لما أحس بالألم والمعاناة بسبب تفاعلها مع الظروف المحيطة به.
حقائق قرآنية ذات علاقة بالمحنة:
ومن أجل توضيح الموقف بشكل عام تجاه هذه الأقسام الثلاثة وتشخيص مورد الشبهة فيها، لابد من الإشارة أولا لبعض الحقائق التي طرحها القرآن الكريم، وهي:
1 - إن نظام الكون الذي خلقه الله تبارك وتعالى هو نظام مخلوق بشكل منسجم مع السيرة التكاملية للإنسان ومع الإرادة الإنسانية المنسجمة مع المصالح الواقعية التي يعبر عنها قرآنيا (بالتقوى) والتي تكون منسجمة مع الهدى الإلهي والإرادة التشريعية له سبحانه، قال تعالى:
* (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض...) * (1).
* (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) * (2).