وبهذا يكون قد فسر الاستعانة بطلب (التوفيق) وليس مجرد المعونة.
والتوفيق: هو جمع كل الأسباب.
وهذا البيان للطبرسي (قدس سره) وإن كان في نفسه صحيحا إلا أن استفادة هذا المعنى على مستوى (العبادة) و (الاستعانة) محل تأمل، وحمل مفهوم الاستعانة على حصة معينة من الاستعانة دون وجود قرينة دالة لا موجب له إلا إذا لم يمكن تفسيره بتفسير آخر، فيكون عدم الإمكان قرينة (لبية) عقلية على ذاك الحمل، وأما مجرد كونه صحيحا في نفسه لا يكون مدعاة لحمل اللفظ عليه.
رأي الطباطبائي:
وأما الجواب الآخر فقد ذكره العلامة الطباطبائي (قدس سره) في الميزان، إذ فسر (العبادة) بالمملوكية في قوله تعالى * (إياك نعبد) *، وباطلاق (الفعل: نعبد) من دون ذكر ظرف أو خصوصية معينة لهذه العبادة تكون هذه المملوكية مملوكية مطلقة ولا تصح نسبة المملوكية المطلقة إلا لله تعالى، ولا يصح الشرك فيها، إذ هي تعني أن الإنسان بكل أحواله وتصرفاته وشؤونه مملوك لله تعالى، فالإنسان قد يكون مملوكا لشخص آخر، ولكنه يكون مملوكا في بعض شؤونه وتصرفاته لا في كلها، فالمالك البشري لا يملك مشاعر المملوك وأحاسيسه وعواطفه وتصوراته، بل لا يملك الكثير من التصرفات المادية فيه مثل قتله أو تعذيبه، بل حتى هتكه أو إذلاله، إلى غير ذلك.
ثم يقول:
" وان اظهار العبودية بقوله: * (إياك نعبد) *، لا يشتمل على نقص من حيث المعنى ومن حيث الإخلاص إلا ما في قوله: * (إياك نعبد) * من نسبة العبد العبادة