ولا شك أن فكرة الإمامة والعدل الإلهي التي هي من العقائد الإسلامية الصحيحة يمكن أن نستنبطهما من فكرتي النبوة والمعاد، لأن الإمامة هي امتداد للنبوة، والمعاد هو تجسيد للعدل الإلهي والاختيار الإنساني في الدار الدنيا على ما أشرنا.
وبهذا الفهم نرى أن هذا المقطع يدل على العقائد الأساسية الإسلامية دون حاجة إلى أن نضيف شيئا إلى المعاني من خارج هذه الآيات الكريمة القصيرة.
معنى المقطع الثاني ويتضمن قوله تعالى * (إياك نعبد وإياك نستعين) * (1)، ونشير في دراسة مضمونه العام إلى بحثين:
البحث الأول - مضمون العلاقة بين العبد والله:
يتناول هذا المقطع الشريف العلاقة بين الله والعبد في بعدها الثاني وهو علاقة (العبد بالله) تبارك وتعالى، فهذه الآية إذن ترتبط بالآيات السابقة ارتباط سياق، وتمثل الطرف الثاني لحالة التكامل التي أشير إليها في المقطع الأول، إذ هناك عاملان مؤثران في عملية تكامل الإنسان:
أحدهما: يرتبط بالله تبارك وتعالى ويتمثل بالمضامين التي تناولها المقطع