الخلفية الروحية أما ما يتعلق بالخلفية النفسية والروحية التي يجب أن يتصف بها المفسر فإنها أمر أخلاقي، وهذا الأمر وإن كان أمرا له تأثير مهم جدا في فهم القرآن الكريم إلا أنه غير ملموس، ولذا لم نذكره كشئ مستقل.
فإن الحالة الروحية الأخلاقية كالتقوى والورع وحالة الطهارة والإخلاص في التعامل مع النص القرآني لها تأثير كبير في عملية فهم القرآن، لأن الإنسان مهما كانت لديه من قدرات ومعلومات يبقى محدودا ومعرضا للخطأ. أما عندما تكون عنده حالة التقوى والإخلاص والطهارة والنقاء إضافة إلى ذلك، فإنه يكون في موضع التأييد والرعاية الإلهية، ومن ثم يكون في موقع التوفيق في الوصول إلى الحق والرشد، ولذلك ورد الأمر إلى النبي ذاته (صلى الله عليه وآله) لكي يدعو الله تعالى في أن يزيده علما: * (... وقل رب زدني علما) * (1).
وذلك بلحاظ فهم القرآن الكريم وتلقيه، كما ورد تأكيد هذا المعنى الأخلاقي في القرآن الكريم في مثل قوله تعالى: * (لا يمسه إلا المطهرون) * (2).