والسبيل: هو المسير الذي يسلكه الإنسان والذي فيه سهولة (1)، والمسلك الصعب لا يسمى سبيلا وإن كان يسمى طريقا.
وأما السراط: فهو الطريق المستسهل، أصله من سرطت الطعام وزردته:
ابتلعته، فقيل للطريق سراط لأنه يبتلعه سالكه أو يبتلع سالكه (2).
وقد أشار العلامة الطباطبائي (قدس سره) إلى وجود فرق حقيقي بين السراط والسبيل خاصة، وذلك لأن السراط لم ينسب إلى الله تعالى على نحو الجمع (سراطاتنا) أو (سرطنا) في القرآن الكريم، بينما نسبت (سبلنا) إليه عز وجل كما في قوله تعالى * (... لنهدينهم سبلنا...) * (3)، فالسراط إلى الله - إذن - سراط واحد، بينما هناك سبل متعددة إليه تبارك وتعالى.
واستدل بهذا على وجود فرق أساسي بين اللفظين وعلى أن السراط لا قابلية له على التعدد عند نسبته إلى الأشياء بخلاف السبيل.
إلا أن ما ذكره العلامة (قدس سره) في هذا المقام غير واضح، وسنتعرض له في محله من القسم الثالث، إن شاء الله تعالى.
3 - المستقيم:
المستقيم لغة: المعتدل، والاستقامة هي الاعتدال، وتقال " في الطريق الذي يكون على خط مستو وبه شبه طريق المحق " (4).