* (لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شئ قدير) * (1).
* (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير) * (2).
وهذه الأشياء هي الأسباب الغيبية والمادية المرتبطة بالنظام الكوني العام.
وهذا الشكل من الأسباب هو العامل الأصلي المؤثر في حركة الوجود والأشياء، والأمور من الشكل الأول والثاني تمثل نسبة ضئيلة في حياة الإنسان وحركته.
فالإنسان يطلب منه تعالى أن يعينه على تحقيق هذه الأشياء الخارجة عن إرادته وقدراته وامكاناته. في مقابل الطلب من الآلهة الأخرى التي كان يعبدها الإنسان ظنا منه بقدرتها على التأثير.
فما تعارف عليه الإنسان من الاستعانة بالأمور المادية طبق النظام الكوني يشكل قرينة عرفية على أن موضوع الاستعانة هو هذا، لما كان متعارفا عليه بين المشركين من الاستعانة بالأصنام أو الكواكب أو الجن أو غير ذلك من الموجودات التي كانوا يفترضون لها قدرات غيبية خارجة عن النظام الكوني المنظور.
حيث عالج القرآن ذلك في مواضع عديدة عند الحديث عن هذه الوجودات، إضافة إلى أن هذا النوع من الاستعانة له علاقة بالعبادة، حيث إن من يخلص في عبادته يخلص في هذا النوع من الاستعانة، والعكس صحيح أيضا.
فمعنى * (إياك نستعين) * أي نستعينك على كل الأمور التي تجعلنا قادرين على تحقيق أهدافنا وهي ليست تحت ارادتنا واختيارنا وقدرتنا، وهذا هو معنى