الثاني: البحث في تعيين مصاديق هذه المفاهيم.
فبالنسبة إلى الله تعالى، كيف يسمع؟ وبأي شئ؟ وكيف يعلم؟ و...، وبالنسبة لأهل البيت، من هم هؤلاء؟ وهل (المصداق) هو زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)؟
أم الخمسة (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) (عليهم السلام)؟... وهذا هو (تفسير المعنى) الذي نقصده.
أهمية التمييز بين التفسيرين:
والتمييز بين تفسير اللفظ وتفسير المعنى مهم جدا لحل التناقض الظاهري الذي قد يبدو لبعض الأذهان بين حقيقتين في القرآن الكريم، وهما:
الأولى: حقيقة كونه كتاب هداية لكل البشر، وما تفرضه هذه الحقيقة من كون القرآن ميسرا للفهم، متاحا لكل إنسان استخراج معانيه، لكي يستطيع أن يؤدي هدفه هذا.
الثانية: هي وجود كثير من الموضوعات في القرآن لا يتيسر فهمها بسهولة، بل قد تستعصي على الذهن البشري ويتيه فيها لدقتها وابتعادها عن مجالات الحس والحياة الاعتيادية، هذه المواضع التي لم يكن بإمكان القرآن الكريم أن يتفادى الخوض فيها، لأنه كتاب دين يستهدف بصورة رئيسة ربط البشرية بالغيب وتنمية غريزة الإيمان لديها، ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق طرح مثل هذه الموضوعات التي تنبه الإنسان إلى صلته بعالم أكبر من عالمه المنظور وإن كان غير قادر على الإحاطة بجميع أسراره وخصوصياته.
وحل هذا التناقض الظاهري بين هاتين الحقيقتين يكون بالتمييز بين تفسير (اللفظ) وتفسير (المعنى).