ذلك في التفاسير التي تهتم بالجانب الصوفي والجانب العرفاني فيه.
الخلفيات:
إن لهذه الاهتمامات المختلفة خلفيات متعددة تمثل أهدافا متعددة أو أسبابا متعددة:
الأول: أن بعض المفسرين يحاول أن يبدع في الجانب الذي اختص فيه وذلك باعتبار سعة اطلاعه وطول باعه في هذا الاختصاص المعين فيتأثر بذلك عمله التفسيري، حيث يحاول أن يجعل من القرآن الكريم ميدانا لإبراز اختصاصه وتحقيقاته والنتائج التي توصل إليها في هذا الاختصاص، فنرى أن بعض الفقهاء من المفسرين قد اهتم بالجانب الفقهي للقرآن الكريم، كما اهتم بعض علماء اللغة العربية بجانبه البلاغي وهكذا...
الثاني: أن بعض المفسرين له هدف حق يرتبط بالدين والشريعة، ويرى أنه من خلال تفسير القرآن الكريم وفق منهج معين ومن خلال جانب معين يمكن أن يتحقق ذلك الهدف، فيهتم بهذا المنهج أو الجانب دون غيرهما، كما فعل بعض علماء المسلمين (1) عندما واجهوا حركات ودعوات ونظريات غير إسلامية تطعن بالإسلام والقرآن الكريم، كنظريات الزندقة في العصر الأول للإسلام، ونظريات ومدارس التبشير في العصر الحديث.
الثالث: وجود الحاجة الموضوعية لتناول جانب مهم في القرآن الكريم، كما هو الحال في بعض الدراسات اللغوية والفقهية في القرون الأولى للتاريخ