عالم، وألف ألف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين " (1).
فالمقصود - إذن - من لفظة (العالمين) هو تلك العوالم، وعالمنا هذا وإن مثل أكمل تلك العوالم وأرقاها ولكن سيليه عالم أرقي وأكمل تتكامل فيه الموجودات وهو عالم (الآخرة).
وبالإمكان جمع هذا الرأي مع رأي العلامة الطباطبائي (قدس سره) فيما إذا أعطينا لمفهوم الإنس والجن مفهوما أوسع من هذا المفهوم المتبادر إلى الذهن والذي يحصرهما بإنس وجن هذا العالم، فنفترض وجود عوالم أخرى قبل عالمنا هذا والتي كانت إما عوالم إنس وجن معا أو كانت عوالم جن فقط واستمرت مع عالم الإنس، هذا حسب اختلاف الروايات في ذلك.
الرحمن الرحيم:
وقد ذكر معناهما مفصلا في (البسملة) وأما ورودهما هنا فهو إما تكرار لتأكيد صفة الرحمة الواردة في (البسملة). أو أن لهما معنى آخر، وذلك بملاحظة سياق الآيتين، إذ إن سياق (البسملة) هو سياق (الشعار) الذي أريد من خلاله اعطاء صورة عن خصوصية (الإله) الذي يطرحه الإسلام من هذا الشعار، ولذا وردت هاتان الصفتان (الرحمن الرحيم) لتأكيد خصوص صفة الرحمة الإلهية في الشعار الإسلامي. وأما سياق هذه الآية فهو سياق آخر أريد منه ذكر (الرحمة) في سياق عدة أمور أخرى، مثل تمجيد الله وحمده والثناء عليه، ويكون بيان الرحمة هنا إلى جانب بيان الحساب والعقاب المشار إليه ب * (مالك يوم الدين) * وكذلك