مفردات المقطع الثالث 1 - الهداية:
الهداية لغة: " (الدلالة إلى شئ بلطف)، وقد استعملت في القرآن الكريم في هذا المعنى. فإن قيل: كيف جعلت الهداية في القرآن دلالة بلطف مع أنها استخدمت في الدلالة إلى النار، وهي لا تكون بلطف عادة كما في قوله تعالى:
* (... فاهدوهم إلى صراط الجحيم) * (1) و * (... يهديه إلى عذاب السعير) * (2)؟ قيل:
إن ذلك إنما استعمل فيه مجازا وعلى نحو التهكم مبالغة في المعنى كقوله تعالى * (... فبشرهم بعذاب أليم) * (3) " (4)، والبشارة لا تكون بالشر والعذاب.
ولا شك أن من يقف بين يدي الله مصليا أو قارئا للقرآن الكريم ويقول:
* (اهدنا الصراط المستقيم) * (5) لا بد أن يفترض فيه أنه قد اهتدى إلى الله سبحانه وتعالى ونبوة الرسول (صلى الله عليه وآله) والإسلام والقرآن قبل هذا الكلام، وإلا لما كان هناك معنى لدعائه الله عز وجل بآية من القرآن الكريم وهو لا يعرفه ولا يعتقد به، وإذا كان كذلك فما هو المقصود - إذن - من الصراط المستقيم الذي يطلب الداعي الهداية له؟ بل ما هو المطلوب من الهداية هذه بعد أن أصبح الإنسان مهتديا