الانحرافات فيه.
وهذا ما يفسر لنا أيضا قلة اهتمام مفسري هذه الحقبة بهذا الجانب المرتبط بعملية تغيير المجتمع تغييرا جذريا.
وأما في عصرنا الحاضر فإن المجتمع قد تغير بصورة كبيرة، فرغم وجود المسلمين في مجتمعنا المعاصر ورغم وجود بعض الجذور الإسلامية المتحكمة في تقاليدهم وأعرافهم وأخلاقهم، إلا أن المجتمع وبشكل عام في أكثر بلاد المسلمين مجتمع غير إسلامي، وأن حالة (الطاغوت) هي الحالة التي تتحكم فيه وتشكل إطاره العام.
ومن ثم نحن بحاجة إلى الاستفادة من القرآن الكريم ومنهجه في العملية التغييرية من أجل تغيير المسلمين باتجاه الإسلام وتعميق الجذور والعلاقات والنظم الإسلامية في المجتمع الإسلامي وإشاعة النور والهدى فيه بدل الظلام والضلال.
الثاني - (السياق القرآني):
رتب القرآن الكريم ترتيبا معينا، يبدأ بسورة (الفاتحة) ويختم بسورة (الناس).
وكما هو معروف فإن هذا الترتيب ليس هو ترتيب النزول، ولو كان كذلك لما كانت قضية السياق القرآني واردة ومطروحة للبحث.
وعلى أحد قولين: فإن هذا الترتيب الموجود بين أيدينا الآن هو ترتيب النبي (صلى الله عليه وآله) للقرآن الكريم، وقد جاء بعضه متطابقا مع نزوله وحيا وبعضه غير في ترتيبه النبي (صلى الله عليه وآله).