التوكل على الله تعالى في الحياة، وإلا فيتحول الامر إلى مجرد التواكل والاتكال.
وخلاصة المبدأ الذي يفهم من هذا الطلب هو أن ما يؤثر في الأشياء (وهذا من خصائص حركة الإنسان ومسيرته) أمران رئيسان:
أحدهما: الإرادة الإلهية المهيمنة على هذا الكون والنظام المسير له وعلى مسيرة الإنسان، إذ لم توضع مسيرة الإنسان بكاملها تحت إرادته واختياره كما لم يوضع نظام هذا الكون على قدراته وإرادته، بل جعل جانبا منها تحت إرادة الإنسان والباقي منها تحت إرادة الله مباشرة، ولكن الله بلطفه ورحمته واحسانه جعل تلك الإرادة الإلهية المؤثرة في تكامل المسيرة الإنسانية مرهونة بالإرادة الإنسانية نفسها ليكون الإنسان قادرا على اختيار طريق ومسيرة التكامل، فهناك رابط بين الإرادتين.
والآخر: إرادة الإنسان واختياره الذي أودعت فيه من قبل الله تعالى، ومن هنا جاءت المسؤولية تجاه أفعاله ونشاطاته المترتب عليها الثواب والعقاب.
على أن أصل هذه القدرة منه عز وجل فلم يخرج الإنسان بها عن إرادة الله وقدرته واختياره.
وعندما يطلب الإنسان من الله تبارك وتعالى العون فإنه يطلب منه العون في ضم القدرة الإلهية المؤثرة في مسيرته التكاملية إلى إرادة هذا الإنسان.
وهذا ما يفهم من مجموعة من الآيات المباركة، قال تعالى:
* (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك...) * (1).
أي ان هناك شيئا من عند الله تعالى - وهو الحسنة -، وان شيئا ينسب إلى