تعالى * (قل...) * وهو خطاب إلهي يبدأ الله الكلام فيه مخاطبا العبد أن يقول كذا...
وهكذا نلاحظ ذلك في الآيات التي تبدأ ب (قل)، مثل * (وقل رب زدني علما) * (1) أو آيات الدعاء فأنها جاءت بعد مقدمة أشير فيها إلى مثل ذلك.
رأي العلامة الطباطبائي:
وللعلامة الطباطبائي (قدس سره) كلام في المقام، قال: والظاهر من السياق وبقرينة الالتفات إلى قوله تعالى * (إياك نعبد...) *، أن السورة من كلام العبد وأنه سبحانه وتعالى في هذه السورة يلقن عبده حمد نفسه وما ينبغي أن يتأدب به العبد عند نصب نفسه في مقام العبودية، وهو الذي يؤيده قوله * (الحمد لله) *، وذلك أن الحمد توصيف، وقد نزه سبحانه نفسه عن وصف الواصفين من عباده، حيث قال:
* (سبحان الله عما يصفون * إلا عباد الله المخلصين) * (2) والكلام مطلق غير مقيد، ولم يرد في كلامه تعالى ما يؤذن بحكاية الحمد عن غيره إلا ما حكاه عن عدة من أنبيائه المخلصين. قال تعالى في خطابه لنوح (عليه السلام):
* (فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) * (3).
وقال تعالى حكاية عن إبراهيم (عليه السلام):
* (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق...) * (4).