الموضوع الثالث العبادة والاستعانة وردت (العبادة) و (الاستعانة) في هذه السورة المباركة في هيئة تركيبية واحدة وعلى حد سواء في قوله تعالى * (إياك نعبد) * و * (إياك نستعين) *.
وباستخدام الضمير المفرد في الخطاب وتقديم المفعول حصر الفعل بالمخاطب فقط. ف * (إياك نعبد) * أي نعبدك وحدك دون غيرك، و * (إياك نستعين) * أي نستعين بك وحدك دون غيرك من الأشياء.
وحينئذ تحددت علاقة العبد بربه بحيث تكون في مجال العبادة على حد علاقته به في مجال الاستعانة وبالعكس، مع أننا - وبحسب الواقع الخارجي للحياة الإنسانية وحتى في المجتمع الإسلامي الأول ومن خلال ما طرحه القرآن الكريم - نلاحظ وجود فرق بين العبادة والاستعانة.
فالعبادة - مثلا - لا تصح مع الشرك في المعبود فضلا عن عبادة غير الله تعالى، بل لا بد فيها من الخلوص المطلق لله تعالى، بخلاف الاستعانة، إذ نشاهد أن الإنسان يستعين في حياته بالآخرين من دون حرمة شرعية، بل ورد ما يحث عليها ويطلبها كما في قوله تعالى: