متداخلا ومزدوجا، فنجده وفي قطعة واحدة - بل وحتى في آية واحدة أحيانا - يتعرض إلى مسألة التوحيد والوحي وخبر نبي ما، وتهديد قوم ما، وبشارة الآخرين...
وفي أحيان كثيرة يكرر القرآن الكريم هذه المفاهيم كلها أو بعضها وفي موضوعات متعددة وبأشكال مختلفة.
وقد شكلت هذه الطريقة في عرض المفاهيم والأفكار سمة من سمات القرآن الكريم، ولم تكن مسألة عادية، بل هو منهج استهدف القرآن من خلاله هدفا معينا وهو هدف التغيير الاجتماعي الجذري، وذلك لأن طرح الأفكار والمفاهيم على الإنسان وبهذا الشكل يؤثر عليه تأثيرا خاصا ويبني روحه ونفسه بناء محكما متداخلا من خلال عملية تربوية موضوعية يعيشها الانسان أثناء تفاعله مع القرآن الكريم ومفاهيمه.
وقد كان للقرآن الكريم إضافة إلى هذه الطريقة العامة في العرض أسلوب خاص في العرض أيضا، هذا الأسلوب الذي جعل هذه الآيات مقطعة وبهذا الشكل، وذات بداية ونهاية معينة.
ميزة التفسير التجزيئي الخاصة:
وبعد معرفة هذا يمكن أن نفهم الدور الذي يقوم به التفسير التجزيئي الذي يتابع منهج القرآن في التغيير والهدف الذي يحققه والذي لا يمكن تحقيقه من خلال التفسير الموضوعي، وهذا الهدف يمكن تلخيصه بما يلي:
أولا: يمكن من خلال هذا المنهج معرفة الحالة التي كان يعيشها المجتمع في عصر النزول بشكل دقيق وكذلك بعض الحالات الخاصة بالمجتمعات الأخرى،