في العملية التغييرية والفرق بينهم وبين غيرهم من أنبياء الرسالات.
فالنبي الذي يبعث إلى مجتمع يعيش حالة الظلمات بحيث تنتهي أصوله ومقوماته إلى محور الطاغوت، ويحاول تغييره إلى مجتمع النور، يكون هذا النبي نبيا من أنبياء اولي العزم، إذ يكون محتاجا في الواقع إلى هذا (العزم) الذي هو الإرادة القوية والقرار الثابت المقرون بالصبر والجد، لأن هذه العملية عملية مرهقة وصعبة.
وأما إذا بعث النبي إلى مجتمع أصوله محكومة لله تعالى ولكتابه، ولكنه يعيش بعض حالات الانحراف على مستوى السلوك والعقائد التفصيلية الثانوية، فيكون مثل هذا النبي حينئذ نبي رسالة لأنه لن يمارس عملية إخراج للمجتمع من الظلمات إلى النور، بل سوف يمارس عملية تعميق وتوسعة لحالة النور الموجودة في ذلك المجتمع، بحيث تشمل كل جوانبه وتفاصيله.
البعد الثاني - المنهج الصحيح للتغيير:
وهذا البعد يتمثل في مجموعة المفاهيم والمعاني القرآنية والواجبات والأساليب التي ترسم الطريق لهذا الإنسان وتهديه إلى وسيلة النجاة في الدنيا والآخرة، والتي من دونها لا يمكن أن تتم عملية التغيير الجذرية في نفس الإنسان ومجتمعه.
وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المنهج: ب * (الصراط المستقيم) *، قال تعالى:
* (اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم