التأليهي) مثل (السجود) لغير الله تعالى حتى لو لم يكن بقصد التأليه.
2 - الاستعانة:
قال الراغب في مفرداته: " العون: المعاونة والمظاهرة، والاستعانة: طلب العون " (1).
وقد ناقش العلامة الطبرسي (قدس سره) في هذا المفهوم وافترض أنه ليس مجرد طلب العون، وإلا لما كان هناك وجه لحصره بالله تبارك وتعالى، لأن الإنسان يستعين في حياته الاعتيادية بالآخرين من الناس وبالحيوانات والموجودات الأخرى، وبدون ذلك لا يمكن أن تسير حياته الاعتيادية، بل أمره الله تعالى بذلك، ويؤكد هذا الإشكال هو أن الاستعانة هنا جاءت مقارنة للعبادة في قوله تعالى: * (إياك نعبد وإياك نستعين) *، والعبادة - كما تقرر - مختصة به تبارك وتعالى ومحرمة على غيره، وأما الاستعانة بمعنى (طلب العون) فيمكن أن تصح شرعا حتى من غير الله تعالى، إذ يستعين الإنسان في حياته بمختلف الوسائل والموجودات كما ذكرنا.
وعلى هذا لا بد من أن يكون للاستعانة معنى آخر يسوغ هذا الحصر.
ثم ذكر (قدس سره) أن الاستعانة على أنحاء: فتارة تكون لسد باب من أبواب عدم الشئ فيتوسل الإنسان بسبب من أسبابه لتحقيقه، وهذا هو ما يتم في حياة الإنسان الاعتيادية عندما يستعين بمختلف الوسائل والموجودات ليتوسل إلى تحقيق وجود الشئ، فيتمكن بذلك من بعض أسبابه التي هي في الحقيقة ترفع وتسد