ولكن لها وجودا خارجيا يمكن للإنسان أن يميزه ويعرفه، فيعرف بذلك حد السراط المستقيم لان من كان على إحدى هذه الحالات لا يكون على السراط المستقيم، ولا يمكن أن تجتمع هذه الحالات مع السير على السراط المستقيم، ومن ثم سوف تشكل أحد جانبي الحد السلبي له، وهو حد الطغيان والعتو والجحود.
ثانيا: ب * (ولا الضالين) *، حيث تعبر - ولو بقرينة المقابلة مع * (المغضوب عليهم) * - عن حالة الخروج عن الطريق والضياع والحيرة والتردد وهي حالة نفسية بإمكان الإنسان أن يدركها في نفسه عندما يشعر بالحيرة والتردد والشك، ومن ثم الضياع وعدم الوضوح في المسيرة، فيدرك عندئذ أنه ليس على الصراط المستقيم، إذ لا يمكن أن تجتمع هذه الحالة مع المسير على السراط المستقيم، وبذلك يدرك جانبا آخر من جوانب الحد السلبي الموضوعي لهذا السراط.
وبهذا يتحدد السراط ببعده الإيجابي المتمثل بالشريعة والكتاب والتجسيد العملي لهما في القدوة الحسنة، وببعده السلبي المتمثل بالتمرد والطغيان والعتو والحيرة والضياع.
البحث الثاني - المضمون العقائدي والتربوي:
وقد تعرض هذا المقطع الشريف لمجموعة من المضامين العقائدية والتربوية أشير إليها سابقا، ونجملها بما يلي:
أولا - المضامين العقائدية:
1 - إن الله تعالى أودع في الإنسان نزعة فطرية تدفعه نحو الكمال، وهذا الامر يرتبط بالنظرية القرآنية في فهم الإنسان وتقييمه، وبذلك يتميز الإنسان عن كثير من المخلوقات في هذا الكون.