الثالث - * (ولا الضالين) *:
للضلال كما يذكر أهل اللغة معنيان:
أحدهما: الضلال هو الهلاك (1).
الآخر: " هو عدم السير في الطريق المستقيم عمدا كان أو سهوا أو جهلا، قليلا كان أو كثيرا، ولذا صح أن يستعمل لفظ الضلال في الموارد التي يكون ترك الطريق فيها خطأ أو من غير علم، ولذلك نسب الضلال إلى الأنبياء وإلى الكفار، وإن كان بين الضلالين بون بعيد، ألا ترى أنه قال في النبي (صلى الله عليه وآله) * (ووجدك ضالا فهدى) * أي غير مهتد لما سيق إليك من النبوة أو العلوم الإلهية، وقيل ليعقوب (عليه السلام) - على لسان ولده - * (... إنك لفي ضلالك القديم) * (2) وقال أولاده: * (... إن أبانا لفي ضلال مبين) * (3) إشارة إلى شغفه بيوسف وشوقه إليه، وقال على لسان موسى * (وأنا من الضالين) * (4) تنبيها أن ذلك منه كان سهوا، وقوله * (... أن تضل إحداهما...) * (5) أي تنسى وذلك من النسيان الموضوع عن الإنسان " (6).
ولعل المعنى الثاني هو الأقرب بقرينة نسبته إلى الأنبياء (عليهم السلام) بنحو لا ينافي العصمة وإلى من صدر منه ترك الطريق المستقيم سهوا أو بدرجة قليلة.