بقية الأهداف الفرعية:
وهكذا يدخل هدف (ضرب الأمثال) وهدف (إقامة الحجة والبرهان) في موضوع (الانذار) ولا يكونان هدفين رئيسيين، حيث يكونان أفضل وسيلة للانذار.
ومثلهما هدف (تفصيل الأحكام وبيان الشرائع) و (الفصل في الخصومات والتفريق بين الحق والباطل) و (تصديق وتكميل الرسالات السابقة) و (سرد تأريخ الإنسان وقصص الأنبياء) و (طرح التصور الكامل عن الكون والحياة) كل هذه الأهداف ترتبط بالبعد الثاني من أبعاد الهدف الرئيس وهو (بيان المنهج الصحيح) لعملية التغيير الجذري، سواء في جانب (الكتاب) أو (الحكمة)، وبذلك تساهم في تحقيق ذلك الهدف مساهمة فعالة وهذا ما حصل بالفعل في تأريخ القرآن الكريم.
بقي أن نشير هنا إلى إثارة قد تثار حول هدف تصديق وتكميل الرسالات السابقة ومدى انسجام هذا الهدف مع العملية التغييرية الجذرية التي قام بها الإسلام، إذ يقال هنا بأن افتراض أن مهمة القرآن هي تصديق الرسالات السابقة وتكميلها سوف يخرج عملية التغيير من كونها عملية تغيير (جذرية) إلى عملية إكمال و (إصلاح) كما هو موجود بالفعل.
وجواب هذا يمكن أن نعرفه مما سبق، حيث إن هدف القرآن الكريم هو التغيير الجذري لمجتمع الطاغوت الذي انزل فيه لا التغيير الجذري للرسالات السماوية السابقة، فإذا كان المجتمع الذي نزلت فيه الرسالات السابقة قد انحرف عنها بدرجة أصبح الطاغوت فيه هو محور لحركة المجتمع أمكن أن يكون القرآن الكريم مصدقا للرسالات السماوية السابقة ومغيرا بشكل جذري للمجتمع.