إذن فهذه المدرسة التفسيرية المعروفة - والتي استجابت للنص القرآني وفق الطريقة التي كتب وثبت بها - لها ميزتها وفلسفتها، وذلك باعتبار استجابتها للهدف القرآني الرئيس، والذي فرض أن تكون طريقة طرح القرآن الكريم للمفاهيم المتعددة بهذا الشكل المتداخل، وليكون مزيجا يحقق حالة الشفاء للبشرية:
* (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) * (1).
المنهج المختار:
إن هذه الميزة التي ذكرناها للمنهج التجزيئي لا تعني أن هذا المنهج هو أفضل من منهج التفسير الموضوعي، بل كلاهما منهج أساسي ولكل منهما ميزة تميزه عن الآخر.
ولكننا في الواقع قد اخترنا منهج التفسير التجزيئي لأننا نعتبره أكثر أهمية، والحاجة إليه حاجة ملحة في ظروفنا المعاصرة، وأنه أكثر انسجاما مع طبيعة الحاجات العامة التي يعيشها الناس، لأنه لا يكتفي بطرح النظريات الواقعية، بل يعمد إلى بيان المعالجة الميدانية للحالات الروحية والاجتماعية والسياسية، وله دور في عملية التغيير التي يواجهها المجتمع الإنساني بشكل عام والإسلامي بشكل خاص، من خلال تربية الإنسان المسلم تربية قرآنية، ومن خلاله يمكن أن نتحرك ونتعامل مع الناس في قضاياهم اليومية ومشاعرهم وأحاسيسهم