أن مالك القرار الحاكم على كل القرارات والامر والنهي الحاكم على كل الأوامر والنواهي والإرادة المطلقة الحاكمة على كل الإرادات هو الله تبارك وتعالى، الامر الذي يناسب صيغة (ملك) هنا لا (مالك).
وقوله تعالى * (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله...) * (1)، يدل على أن الإنسان لا يملك شيئا بشكل مطلق سواء كان ذلك الشئ لنفعه أو لضره، وإنما يملك ما يملك بإشاءة الله تبارك وتعالى وإرادته.
ومن خلال هذه الآيات وأمثالها يتبين أن هذه القضية العقائدية المطروحة بصورة متكررة في القرآن الكريم والتي تتعلق بالامر والقرار الإلهي تتناسب، حيث وردت مع صيغة (ملك) التي يراد بها من يملك الأمر والنهي أكثر مما تتناسب مع صيغة (مالك) التي لا تدل إلا على مجرد القدرة على التصرف. إلا أن يقال - والله العالم - إن الملك يرجع في حقيقته إلى المالكية المطلقة وإن هذا هو الذي يريد أن يشير إليه القرآن هنا.
7 - اليوم:
لغة " يعبر به عن وقت طلوع الشمس إلى غروبها وقد يعبر به عن مدة من الزمان، أي مدة كانت " (2).
وحينئذ يمكن أن يكون المراد من كلمة (يوم) هنا هو الإشارة إلى وحدة زمنية معينة من قبيل ما نفهمه منه عرفا، غاية ما في الامر انه قد يكون يوما