والظاهر أن لفظ الجلالة قد استعمل بمعنى (المعبود) أو بمعنى (ما يتحير في شأنه) على نحو الاستعمال الحقيقي، ولكن عندما غلب استعماله في الذات المقدسة أصبح اسم علم لها واختص بها، ويبدو من خلال القرآن الكريم أن العرب قبل الإسلام قد استخدموا لفظة إله وآلهة في المعبودات الأخرى (الأصنام) غير الذات المقدسة، وأما لفظ الجلالة فلم يكونوا يستخدمونه إلا كعلم في الذات المقدسة فقط، كما في قوله تعالى:
* (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) * (1).
* (... فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا...) * (2).
4 - الرحمن:
الرحمن من الرحمة، وهي " رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وقد تستعمل تارة في الرقة المجردة، وتارة في الإحسان المجرد دون رقة، وإذا وصف بها البارئ فليس يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة " (3).
فالرحمة عند الإنسان انعطاف وشعور وجداني ونفسي وقلبي يشعر به عندما يحاول سد حاجة ونقص الآخرين، ولا يمكن تصور مثل هذا المعنى في حق البارئ تبارك وتعالى: * (... ليس كمثله شئ...) * (4)، بل هي بالنسبة إليه سبحانه