المفسر موضوعا معينا ثم يجمع الآيات التي تشترك في ذلك الموضوع فيفسرها.
" ويمكن أن يسمى مثل هذا المنهج منهجا توحيديا أيضا باعتبار أنه يوحد بين هذه الآيات ضمن مركب نظري واحد " (1).
ولا شك أن المعنى الأول ليس موضوع البحث إذ لا يختلف التفسير الموضوعي عن التفسير التجزيئي في ضرورة توفر هذا الوصف فيه، ويبقى عندنا المعنى الثاني والثالث.
مرجحات منهج التفسير الموضوعي على منهج التفسير التجزيئي:
ونذكر ثلاثة مرجحات رئيسة للمنهج الموضوعي على المنهج التجزيئي أشار إليها استاذنا الشهيد الصدر رضوان الله عليه في بحوثه القرآنية، وهي:
الأول: " إن التفسير الموضوعي يرجح على التفسير التجزيئي لأنه يمثل حالة من التفاعل مع الواقع الخارجي، إذ إن المفسر يبدأ من خلاله بالواقع الخارجي ثم ينتقل إلى القرآن الكريم "، ثم يعود إلى الواقع الخارجي مرة أخرى بنتاج بحثه داخل القرآن، مما يجعل القرآن الكريم ملبيا وبشكل مستمر لكل متطلبات الحالة الإنسانية والاجتماعية التي تفرضها حركة التأريخ والحركة التكاملية لهذا الإنسان.
" ومن هنا تبقى للقرآن قدرته الدائمة على القيمومة والعطاء المستجد الذي لا ينفد والمعاني التي لا تنتهي التي نص عليها القرآن نفسه ونصت عليها أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) " (2).