التي يخاطب بها الفطرة الإلهية.
كما أن اتصاف الطريق المطلوب أن يهتدي الإنسان إليه بصفات وحدود فطرية أمر يتفق مع الفكرة الأصلية للدعاء * (اهدنا...) * الذي يعبر عن شعور الإنسان الفطري بالحاجة إلى التكامل والرقي.
رابعا - الحدود الموضوعية للسراط المستقيم:
ولم يكتف القرآن الكريم في تحديد السراط المستقيم بمخاطبة الفطرة الإنسانية، بل ذكر من خلال هذا المقطع حدود السراط المستقيم الموضوعية بحيث يتمكن الإنسان من تشخيصه بمصاديقه الخارجية، فذكر له حدا إيجابيا وحدين سلبيين:
الأول - الحد الموضوعي الإيجابي:
ويتمثل هذا الحد بأمرين رئيسين هما:
1 - القدوة الحسنة:
وقد تضمنها قوله تعالى: * (أنعمت عليهم) * الذي فسر بالأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، فيكون القرآن الكريم قد حدد السراط من خلال نماذج قائمة في حياة هذا الإنسان، وهي السائرون في هذا الطريق من الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وجعلهم قدوة له.
وبالإمكان الإشارة هنا إلى أهمية ودور القدوة الحسنة في تربية وهداية الإنسان، إذ إن من المناهج الأساسية التربوية في الإسلام هي القدوة الحسنة، حيث من الملاحظ أن الهداية في كثير من الأحيان لا تتحقق بمجرد إعطاء المفاهيم والأفكار والنظريات، وانما تشكل (القدوة الحسنة) عنصرا أساسيا في هذه المناهج، فعندما يريد أن يحدد القرآن الكريم السراط المستقيم يحدده من خلال