ثانيا: التأويل وبعد هذا التعريف العام بعلم التفسير وبحوثه، نتطرق إلى كلمة يتداولها علماء القرآن كثيرا وهي لفظة (التأويل)، وقد وقع البحث في مدى نسبتها إلى علم (التفسير)، فهل هي مرادفة للفظة (التفسير)، أم هي مغايرة لها؟ أم ماذا؟.
ويوجد هنا اتجاهان رئيسان لدى علماء التفسير في فهم هذه الكلمة:
الأول: وهو الاتجاه الذي يميل إلى القول بأن كلمة التأويل مرادفة لكلمة التفسير.
وهذا الاتجاه هو الاتجاه العام لدى القدماء، ومنه قول (مجاهد) - عند تفسير القرآن - بأن العلماء يعلمون تأويله، وقول ابن جرير الطبري في تفسيره المعروف (القول في تأويل قوله كذا...)، الأمر الذي يشعر بأنه يتبنى هذا المبنى.
الثاني: وهو الاتجاه الذي يرى أن كلمة التأويل تختلف عن كلمة التفسير في بعض الحدود، وهناك بعض الآراء بخصوص تحديد الاختلاف في هذا الاتجاه، وهي:
1 - الرأي الأول: وقد لوحظ فيه طبيعة (المجال المفسر)، إذ يرى بعضهم أن الاختلاف بين التأويل والتفسير هو اختلاف بين العام والخاص.