إذ المراد من الآية (الصلاة) وذلك بقرينة القراءة دون (الجهر) و (تحديد الوقت).
* (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) * (1).
فالخوف من الله قائم وموجود في هذا الإنفاق.
* (... وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) * (2).
* (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * (3).
* (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى) * (4).
فعاقبة الخوف من الله تبارك وتعالى هي الجنة.
وحينئذ، يتبين من هذا أن العبادة لا يفترض فيها الانفكاك عن حالة الخوف والطمع، بل هي من الأمور المطلوبة التي جاء الحث عليها كما في بعض الآيات فكيف تكون موجبة للشرك وفساد العبادة؟
والواقع أن هذا الإنسان الذي يعبد الله خوفا من ناره أو طمعا في جنته هو عابد لله عز وجل على كل حال ولا يعبد في ذلك نفسه، وإن كانت عبادة الشاكرين والمحبين لله تبارك وتعالى هي أعلى درجات العبادة لان العبد فيها يكون فانيا في الله تبارك وتعالى ولا يلتفت إلى أي شئ في الوجود غيره.