ولكن يلاحظ على ذلك أن هذا الترجيح ترجيح في حدود سورة الحمد وحدها دون غيرها من السور التي لا تشتمل على معنى (الاستعانة) مع أن البسملة هي جزء من كل سورة حسب المختار عنده وعندنا.
ولكن يمكن أن نذكر مرجحا للقول الثاني، وهو ما أشير إليه في بعض الأحاديث الشريفة في تفسير ظاهرة (البسملة)، فقد ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله):
" كل أمر ذي بال لم يبتدأ فيه باسم الله فهو أبتر " (1).
فللحديث دلالة على ما هو مقدر في هذه الآية المباركة، إذ ورد فيه أن (الابتداء) ب (البسملة) يكون مكملا لكل أمر ذي بال، وأن للابتداء باسم الله خصوصية تكميل المبتور والمقطوع.
ويناسب هذا التقدير أيضا ما سنشير إليه في تفسير ظاهرة تكرار (البسملة) بشكل عام في البحث الآتي، إن شاء الله تعالى.
2 - الاسم:
وقد وقع الكلام في مصدر (الاسم) الاشتقاقي وأوردوا في ذلك عدة احتمالات منها:
الأول: أن يكون مشتقا من (السمو) والارتفاع، فإذا كان الشئ ظاهرا مرتفعا فإنه يكون ساميا.
ومنشأ هذا الاشتقاق وملاكه هو موقع الاسم من المسمى، إذ يكون مرتفعا بالشكل الذي يظهره ويبرزه.