وسوف نلاحظ في مستقبل البحث - إن شاء الله - أن مجئ كثير من المقاطع القرآنية بشكل معين وبطريقة معينة قد يكون غير مفهوم ولا يتناسب مع أهداف القرآن الكريم المرتبطة به، وذلك إذا اخذت هذه المقاطع بصورة مستقلة ولم تلاحظ فيها مسألة السياق والارتباط مع المقاطع الأخرى.
وكمثال على ذلك: قصة موسى (عليه السلام) مع العبد الصالح وتبدأ بقوله تعالى:
* (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين...) * (1).
هذه القصة إذا انتزعت بصورة مستقلة ولم تلاحظ فيها مسألة السياق، فسوف تكون عملية فهمها وتعرف الهدف منها عملية محدودة وغير واضحة، وسوف يتساءل المطالع للقرآن عن المقصود من هذه القصة باعتبار أن القرآن الكريم ليس كتاب قصة، بل هو كتاب هداية.
وأما عندما نربط بين هذا المقطع من القصة وبين الآيات والمقاطع الأخرى ذات العلاقة، ومن خلال البحث التفسيري فسوف نتمكن من إبراز كثير من المفاهيم والمعاني الجديدة، وسوف نتمكن من الإجابة عن هدف ذكر القرآن الكريم لهذه القصة، وغير ذلك من المسائل الأخرى.
الثالث - (الظواهر القرآنية):
والامر الثالث هو الاهتمام بمجموعة من الظواهر القرآنية التي قد لا يلتفت إليها الباحث أو الإنسان الاعتيادي عند دراسة القرآن الكريم مقطعا مقطعا من دون ملاحظة هذا المقطع أو ذاك ضمن ظاهرة معينة موجودة في القرآن الكريم.
وهذا الامر شبيه ببحث المنهج الموضوعي الذي ينتزع النظرية القرآنية من