من المخلوقات، وإن كانت في الواقع ليست كذلك، بل هي أيضا مقهورة للإرادة الإلهية، ولكنها انما تبدو كذلك لان الإرادة الإلهية تعلقت بهذه المخلوقات على أن تكون لها حرية وإرادة واختيار.
بل يمكن ارجاع ما ذكر من المعاني إلى معنى القهر والإلزام كما في المثال الأول (كما تدين تدان)، أي كما تلزم تلزم وكما تقهر تقهر وهكذا ما ورد على لسان عمرو بن كلثوم أو تفسيره بمعنى العادة فإنها نوع من الإلزام والقهر.
مفردات المقطع الثاني ويشتمل هذا المقطع على مفردتين رئيستين: (العبادة) و (الاستعانة)، إضافة إلى الضمير المعبر عن الله تبارك وتعالى (إياك).
وصيغة البيان جاءت في هذا المقطع مختلفة عنها في المقطع السابق، حيث انتقل القرآن من صيغة الحديث عن الغائب إلى صيغة الخطاب.
والمضمون العام في المقطع السابق كان هو المدح والثناء لله تعالى، وأما في هذا المقطع فالمضمون العام يتضمن بيان طبيعة العلاقة بين الإنسان والله سبحانه وتعالى وذلك من خلال علاقة العبادة لله والاستعانة به.
1 - العبادة:
ذكرت في كتب اللغة والتفسير للعبادة معان عديدة، كالخضوع والذلة وفسرها بعضهم بالطاعة والشكر، وافترض أنها نوع من أنواعهما. ومال بعض المفسرين ومنهم العلامة الطباطبائي (قدس سره) إلى تفسيرها (بالمملوكية) ولاحظ