ويفسر لنا هذا اختصاص صيغة الرحيم - على رأي بعض المفسرين - بالمؤمن دون الكافر، باعتبار أن الرحمة التي تشمل المؤمن يكون لها نوع من الثبات والاستقرار، بينما قد تشمل الرحمة الكافر ولكن ما يؤول إليه حاله هو العذاب، ولعل ادعاء من أثبت هذه الصيغة للدار الآخرة دون الدنيا باعتبار ما في تلك النشأة من ثبات واستقرار.
فما نرجحه - إذن - هو أن يكون للفظة (الرحمن) معنى مغاير للفظة (الرحيم) وأن إحداهما ليست تكرارا للأخرى، إذ تدل الأولى على سعة رحمة الله تبارك وتعالى، بينما تدل الثانية على استمرار هذه الرحمة واستقرارها.
ثانيا - المعنى الإجمالي والهدف التربوي للبسملة سبقت الإشارة إلى أن المحذوف المقدر المتصل بالباء يحتمل فيه أحد احتمالين، فهو إما أن يقدر بمادة (الاستعانة) أو بمادة (الابتداء):
وعلى التقدير الأول يكون المعنى الإجمالي لهذه الآية هو: أن القرآن الكريم يريد تربية الإنسان المسلم على خلق الاستعانة بالله تبارك وتعالى في كل عمل من أعماله، وأن يشعر العبد في كل أعماله بالعلاقة والارتباط مع الله تبارك وتعالى، ويكون احساسه بهذه العلاقة هو إحساس الضعيف في مقابل القوي، والمحتاج في مقابل الغني.
فهذا الإنسان وباعتبار شعوره بالضعف والحاجة يستعين - وهو ملتفت إلى