رأي الإمامية:
والرأي الذي يتبناه مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في مسألة (البسملة) هو أنها جزء من القرآن الكريم ومن كل سورة باستثناء سورة (براءة)، وأهم أدلتهم على ذلك أربعة لو جمعنا بعضها إلى جانب الآخر لشكلت وثوقا واطمئنانا على صحة الرأي المتبنى وإن كان بإمكان كل دليل منها أن يكون طريقا قائما بنفسه لإثبات ذلك أيضا، وهذه الأدلة هي:
الأول - الإجماع:
ونقصد به إجماع علماء الإمامية على أن (البسملة) جزء من الفاتحة ومن كل سورة عدا (براءة).
وهذا (الإجماع) من الناحية النظرية يمكن أن يكون دليلا وحجة في الوسط الشيعي الإمامي، باعتباره يولد اليقين عندهم بصحة مضمونه عندما يكون كاشفا عن رأي المعصوم وكل أداة إثبات تكشف عن رأي المعصوم (عليه السلام) تكون دليلا لأتباع هذا المذهب.
ولكن بالإمكان أن نجعل هذا الدليل حجة على أتباع المذاهب الأخرى أيضا، وذلك من خلال تطوير فكرة الإجماع بحيث تشكل دليلا على صحة هذا المدعى لديهم أيضا، ويمكن أن يتم هذا بإضافة فكرتين إلى الإجماع هذا، وهما:
الأولى: وهي فكرة متفق عليها بين المسلمين كافة من أن عليا (عليه السلام) هو إمام المسلمين وأعلمهم بالقرآن وشؤونه، وهو المؤسس لعلم التفسير وأحد كتاب الوحي الأساسيين - بناء على صحة فكرة كتاب الوحي - فإذا أضيفت هذه الفكرة إلى الإجماع فسيكون حينئذ إجماع علماء الإمامية كاشفا عن رأي أهل البيت (عليهم السلام)