وهاديا إليه، فإذا فسرنا الإسلام بهذا فيكون المقصود هو، وإذا أريد من الإسلام معنى أضيق من هذا فحينئذ لا بد أن يصدق السراط المستقيم على الإسلام وغيره.
أبعاد السراط:
وقد عمد القرآن الكريم في هذه السورة إلى تفسير السراط المستقيم بذكر ثلاثة أبعاد وحدود له، ومن خلالها يمكن أن نفهم معنى الصراط مصداقا.
وهي ما أشير إليها في بقية المقطع الثالث من هذه السورة.
وسوف نشير إلى هذه الابعاد مع بيان المفردات التي وردت في هذا المقطع:
الأول - * (الذين أنعمت عليهم) *:
و (النعمة) في أصل اللغة - كما قيل - هي الزيادة في دقة الشئ، قال الطبرسي (قدس سره) أصل النعمة المبالغة والزيادة، يقال دققت الدواء فأنعمت دقه، أي بالغت في دقه (1). فهو من النعومة في مقابل الخشونة والشدة في الشئ، وقال الراغب: النعمة: الحالة الحسنة (2). وهو تفسير للمعنى اللغوي بأحد مصاديقه الخارجية، حيث تكون الحالة الحسنة مظهرا من مظاهر النعومة والليونة، وتكون النعومة كناية عن الحالة الحسنة.
ويراد بهذا اللفظ عرفا التعبير عن اللطف الزائد، وعندما ينسب إلى الله عز وجل فإن لطف الله أدق وأزيد من كل لطف متصور.
وقد وقع الكلام في مصداق الذين أنعم الله عليهم، فقال بعضهم بأن المقصود