الأولى: الذهنية الإسلامية لا بد للمفسر الذي يريد أن يفسر القرآن الكريم أن يفسره ب (ذهنية إسلامية)، ومعنى ذلك أن يكون لدى هذا المفسر مجموعة من التصورات الأساسية يعتمد عليها الإسلام وترتبط بالقرآن الكريم وتشكل الإطار العام للتفسير الذي من خلاله يتمكن المفسر من الوصول إلى نتائج صحيحة في عمله التفسيري.
القرآن وحي إلهي:
وأحد هذه التصورات الأساسية مثلا هو أن يكون معتقدا بأن القرآن هو وحي إلهي وليس نتاجا بشريا، فالباحث الذي يتعامل مع القرآن على أساس أنه وحي من الله يتمكن من تفسير مجموعة من الظواهر التي يجدها فيه بشكل يختلف عن تفسير ذلك الباحث الذي يتعامل معه على أساس أنه نتاج بشري لشخص رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وعلى سبيل المثال، فإن القرآن قد أقر مجموعة من الأعراف في العصر الجاهلي كان يمارسها الجاهليون، من قبيل (الحج) الذي كان موجودا قبل الإسلام، إذ كان العرب يقصدون (البيت الحرام) في موسم الحج ويقفون في (عرفات)