تكاملية، ودور الدين والشريعة هو رسم الخطوات ومعالم هذا الطريق التكاملي المنسجم مع الفطرة الإنسانية، ولذلك كان الدين الإسلامي الذي هو دين الحق، (دين الفطرة)، قال تعالى:
* (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم...) * (1).
وتنبثق من قضية (الفطرة) فكرة (العقل العملي) إذ أودع الله سبحانه وتعالى في الإنسان قدرة إدراك الحسن والقبح بدرجة من الدرجات، وهذا الإدراك يمثل في الواقع منهجا خاصا في المسيرة العملية، حيث يكون العقل عاملا من عوامل الهداية ودليلا على الحكم الشرعي، وهذا بحث (كلامي) يرتبط بما يسمى (بالحسن والقبح العقليين).
ثانيا - المضامين التربوية:
ومن أهم المضامين التربوية التي يمكن استخلاصها من هذه الآيات المباركات التي أشير إليها سابقا، ما يلي:
1 - القدوة الحسنة ودورها المكمل لدور المفاهيم والأفكار في عملية تربية وتكامل الإنسان، وعلى هذا الأساس نجد أن تأثير الأنبياء في الناس لم يقتصر على طرح الآيات والمفاهيم والأفكار، بل كان كذلك في سلوكهم (عليهم السلام) ودورهم في تطبيق تلك الأفكار عمليا، ولذا اهتم القرآن الكريم بالامر بالاقتداء بهم وبطرح قصصهم، وأمر بالتدبر بمواقفهم وصبرهم وثباتهم وكيفية تعاملهم مع الناس، لاتخاذ العبرة والموعظة منها، وهذا يمثل منهجا عمليا في الدعوة إلى الله،