الفاتحة بإزاء القرآن:
ثالثا: ما اشتملت عليه الفاتحة من المعاني والمضامين العالية التي لا نجدها في سورة غيرها بهذا الحجم المحدود.
عن الرضا (عليه السلام) قال: " أمر الناس بالقراءة في الصلاة لئلا يكون القرآن مهجورا مضيعا وليكون محفوظا مدروسا فلا يضمحل ولا يجهل، وإنما بدأ بالحمد دون سائر السور لأنه ليس شئ من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد " (1).
ولعل من أبرز المضامين التي تعرضت لها هذه السورة المباركة - كما ذكرنا - هي:
تصور طبيعة العلاقة بين الله تبارك وتعالى والعبد.
تربية الله للأشياء وطبيعة هذه التربية وانها محكومة بالرحمة الإلهية.
الطبيعة التكاملية لمسيرة الإنسان.
الطبيعة الاختيارية لافعال الإنسان.
اليوم الآخر الذي هو يوم الإلزام والحساب (عقيدة الآخرة).
اطار تكامل الإنسان الذي هو عبارة عن تطابق الإرادة التكوينية مع الإرادة التشريعية.
العبادة والاستعانة بالله تبارك وتعالى بصفتهما عاملين أساسيين في تحقيق تكامل هذه المسيرة.