عنها إن شاء الله تعالى - اهتماما بالغا في اعطاء الدين الإسلامي والأمة الإسلامية شخصية مستقلة عن بقية الأمم والديانات الأخرى، باعتبار أن الإسلام هو الدين الخاتم وأن الأمة الإسلامية هي الأمة التي تتحمل مسؤولية البشرية إلى نهايتها.
دور الشعار في النظرية الإسلامية:
من خلال دراسة الشعار في النظرية الإسلامية على ضوء ما تقدم، يتبين أن للشعار دورين مهمين:
الأول: إن الشعار يمثل طريقا وأسلوبا مساهما في تحقيق الهدف الرئيس للإسلام، وهو إيجاد عملية التغيير الجذرية في المجتمع التي تستهدف تغيير سلوك الإنسان باتجاه الكمال، لأن الشعار في واقعه عبارة عن ممارسة تصبغ شخصية الإنسان بطابعها سواء كانت كلامية مثل (البسملة) أو (التكبير) أو (التهليل) أو (التلبية)، أو كانت فعلا من الافعال الأخرى كاللباس الخاص أو الصلاة أو غيرهما من الافعال، والكلام فعل من أفعال الإنسان وسلوك مؤثر إلى حد كبير على جانبه الشعوري والعاطفي من ناحية، والعقلي والمفاهيمي من ناحية أخرى، وصياغة المظهر الخارجي له ضمن طابعه الخاص، ويتأكد من خلال التكرار، هذا التأثير الذي ينعكس على سلوكه مرة أخرى، إما خيرا أو شرا في عملية تأثير متبادلة.
وقد يقال: بأن الشعار إن كان ممارسة للعمل الصالح، كممارسة الزكاة والصلاة أو الأضحية يكون له تأثير على سلوك الإنسان، أما إذا كان مجرد كلام وقول فقد لا يتطابق القول مع العمل في كثير من الأحيان، إلا أن هذه الملاحظة لا تختص بالشعار الكلامي فقط، فإن الافعال الأخرى التي لا تكون كلامية