نسبيا، بينما التفسير الموضوعي تفسير عميق وتفسير للمعنى يتم من خلاله تعرف مصاديق المفاهيم وتطبيقاتها الخارجية.
والواقع: أن هذا الأمر غير واضح، إذ يمكن أن يكون كلا التفسيرين عميقين، ولا داعي لافتراض اقتصار التفسير التجزيئي على المعنى اللغوي السطحي واستخلاص المفهوم للآية القرآنية أو المقطع القرآني وحده، وإنما يمكن التعمق والتعرف على كل مداليل تلك الآية حتى المرتبط منها بالمصاديق والتجسيدات الخارجية.
ولذا لا يمكن أن تكون هذه الملاحظة - حسب رأينا - ميزة للتفسير الموضوعي على التفسير التجزيئي.
المقارنة بين منهج التفسير الموضوعي والتفسير التجزيئي:
من خلال المناقشة السابقة أثبتنا ميزة واحدة يرجح بها منهج التفسير الموضوعي على المنهج التجزيئي وهي إمكانية استخلاص النظريات القرآنية من خلاله.
فهل بالامكان إثبات ميزة يرجح بها المنهج التجزيئي على المنهج الموضوعي؟ وحينئذ لا بد من الجمع بينهما، لأن كلا منهما يؤدي غرضا مهما لا يمكن أن يؤديه الآخر، أو لا بد من التزام المنهج الموضوعي في التفسير بدعوى: أن التفسير التجزيئي لا يمتاز على التفسير الموضوعي بشئ، ومن ثم نصل إلى نفس النتيجة التي توصل إليها السيد الشهيد الصدر (قدس سره) من ترجيح التفسير الموضوعي على التفسير التجزيئي، لأنه يمثل محاولة متقدمة وخطوة تكاملية في مسيرة التفسير، لأن كل ما هو موجود في التفسير التجزيئي موجود في التفسير الموضوعي مع امتياز