الذي حصل فيها مرده إلى أن الحديث النبوي ما وضع لا من قبله (صلى الله عليه وآله) ولا من قبل الصحابة في الصدر الأول ضمن نص معين وتسلسل مقدس معين، يبدأ برواية خاصة وينتهي برواية معينة أخرى، بحيث يصبح هذا الشكل موضوعا للأبحاث والدراسات بعد ذلك، بل جاء ومنذ البداية على هذا الشكل المتفرق، وقد تم جمعه في عصور متأخرة بعمل وجهد انساني محض.
والآخر - انتفاء الحاجة للبحث الموضوعي:
هو ما أشرنا إليه سابقا، وما ذكره السيد الشهيد الصدر (قدس سره) وهو وجود الحاجة الاجتماعية إلى البحث الموضوعي في هذا العصر أكثر من غيره، وذلك لأن المسلمين كانوا قد عاشوا النظريات الإسلامية سابقا، من خلال التطبيق، وقد كانت موجودة بينهم بشكل إجمالي وعام.
وعلى هذا الأساس لم يكونوا يشعرون بأهمية البحث الموضوعي، خصوصا في القضايا الاجتماعية.
ولذا نلاحظ أن التفسير الموضوعي للقرآن الكريم على مستوى العقائد والفقه، قد برز منذ القرن الأول وذلك لبروز الحاجة إليه من خلال الصراعات العقائدية التي اجتاحت المجتمع آنذاك، ولأن العقائد لا يعيشها الانسان من خلال الممارسة الخارجية، بل من خلال المفاهيم والتصورات التي يعتقد بها. وكذلك بروز الحاجة إلى الفقه ولو على مستوى التطبيق، لأن المجتمع كان إسلاميا.
وأما في عصرنا الحاضر - وباعتبار وجود النظريات الأخرى في الواقع الخارجي - فقد برزت الحاجة إلى المنهج الموضوعي في التفسير لسد هذه الحاجة.
ثالثا - فيما يخص حالة العمق والسطحية في المنهجين:
فقد ذكر السيد الشهيد الصدر (قدس سره): أن التفسير التجزيئي تفسير لفظي سطحي