في نفسه تجاه مضمونه، وفي حياتنا اليومية شواهد كثيرة على ذلك، إذ كثيرا ما يحاول الإنسان المتردد تجاه شئ ما أن يستذكر ذلك الشئ ويكرره ليهيئ جانبه الروحي والنفسي لمواجهته أو للارتباط به.
فعندما يكون للإنسان تصور واعتقاد بأن الله هو أكبر وأقوى من في الوجود، فإن هذا الإيمان يستدعي سلوكا معينا في التعامل مع الأشياء الأخرى في الكون، فلا يرى شيئا أكبر من الله تعالى ولا يخاف شيئا آخر غيره، ولكن الإنسان قد يتردد عمليا وتتأثر أوضاعه الروحية والنفسية في هذه العلاقة، فقد يرى قوة مادية كبيرة ظالمة تقف أمامه فيهابها، ويخاف منها وتحصل عنده حالة تردد في مواجهتها رغم ايمانه بأن الله عز وجل هو أكبر وأقوى من في الوجود.
وهنا يأتي دور الشعار وأثر تكراره، إذ يكون لتكرار شعار (الله أكبر) والارتباط بمضمونه - مثلا - دور في اخضاع النفس لتلك الرؤية الإيمانية الصحيحة وتحصل عند الإنسان الشجاعة والطمأنينة والاستقرار الكافي لمواجهة ذلك الامر، ويقضي بذلك على حالة التردد والخوف في نفسه.
ثانيا - المدلول السياسي:
لعل بالإمكان توضيح المدلول السياسي للشعار من خلال الإشارة إلى مسألتين أساسيتين فيه:
الأولى: إن للأداء الجمعي للشعار أثرا في إظهار الجماعة المعينة بمظهر القوة والمنعة، ولعل هذا هو سبب استخدام الشعار في الحروب عامة وإن كان غير مختص بها.
ويذكر في التأريخ أن الرسول (صلى الله عليه وآله) والمسلمين عندما وصلوا مكة المكرمة في (عمرة القضاء) بعد عام الحديبية كان التعب والجهد قد أخذ مأخذه منهم وظهر