وقد ذكرت (للضالين) - هنا - مصاديق متعددة، منها ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير المغضوب عليهم (بالنصاب) والضالين (باليهود والنصارى)، " ففي تفسير علي بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المغضوب عليهم النصاب، والضالين اليهود والنصارى، وعنه (عليه السلام) أيضا (الضالين):
الشكاك الذين لا يعرفون الإمام " (1)، وعن الصادق (عليه السلام): " غير المغضوب عليهم ولا الضالين: هم اليهود والنصارى " (2). وبذلك تكتمل مصاديق الحد السلبي للسراط المستقيم، ولكن الظاهر أن هذه الروايات انما هي بصدد بيان المصاديق لا على نحو الحصر، ومن ثم فيمكن أن يكون المعنى منطبقا على كل هذه المصاديق وما يشبهها.
وأورد الجرجاني هنا ما أورده في * (أنعمت عليهم) * و * (المغضوب عليهم) * في أن الآية المباركة ليست في صدد بيان مصاديق (الضالين)، بل إن الإنسان في مقام الدعاء والطلب من الله تعالى في أن لا يكون في الموضع الذي يتعرض فيه للضلالة عن الهدى.
حد الصراط:
وحينئذ ومن خلال قوله تعالى: * (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) * يتحدد جانبا السراط المستقيم: جانبه الإيجابي المتمثل في أن يكون الإنسان في معرض نعمة الله تبارك وتعالى، وجانبه السلبي المتمثل