ومن جهة ثالثة: حيث قال علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي عمير، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن موسى (عليه السلام) سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم (عليه السلام)، فجمع... إلى أن قال: قال الصادق (عليه السلام): فحج آدم موسى (عليه السلام) " (1).
وفيه إشارة - بل دلالة - على أن آدم في القرآن العزيز هي الآدمية الكلية السعية الموجودة في بني آدم، كما أن الشيطان هي الشيطنة المعجونة معها، والله العالم، وقد ثبت في محله صحة إطلاق المشتق على المصاديق الذاتية، فيقال للبياض: أبيض، وللوجود: موجود، وللمنور:
نور... وهكذا.
ومن جهة رابعة: فيها بعض المراحل العقلية والمراتب العلمية، التي وصلت إليها أفكار المحققين من آخر الزمان، ففي " الكافي " عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " سمعته يقول: أمر الله ولم يشأ، وشاء ولم يأمر، أمر إبليس أن يسجد لادم، وشاء أن لا يسجد، ونهى آدم عن أكل الشجرة وشاء أن يأكل منها، ولو لم يشأ لم يأكل " (2).
ويكفي لعلو سنده علو متنه كما هو المحرر في قواعدنا الأصولية والحكمية، وهذا أمر صحيح، لأن متعلق الإرادتين مختلف، ولا يلزم الجزاف ولا المجاز.
كما في " الكافي " عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: " إن لله إرادتين ومشيتين: