جامع لصور كمالية كل شئ بنحو الأبسط، وأن شيئية كل شئ بكماله، فكمال كل شئ حاضر عنده تعالى بحضور ذاته لذاته، وهذا هو العلم الإجمالي في غاية الكشف التفصيلي وبنفس ذلك العلم يحصل العلم بالأسماء وبلوازمها، وهي تلك الأعيان، ولا يزيد عليه علم آخر حتى يلزم التركيب أو الجهالة في الذات. عصمنا الله من الزلل، وقد تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا.
وأما حديث كون العلم كليا والعرفان شخصيا فهو في محله غير بعيد، إلا أن العلم أعم، ولا تباين بينهما، فلا يدل مادة العلم على الكلية، وأما خلو الآيات والأدعية والأخبار فهو ممنوع، نعم هو قليل، ففي المناجاة الشعبانية التي هي من أرقى الأدعية الإسلامية، ومن أعلى المناجاة الإمامية، وهي معجزة دالة على حقانية المذهب والطريقة الجعفرية، قال (عليه السلام): " وتعرف ضميري ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي... " (1) إلى آخره.
وفي دعاء الخميس من " الصحيفة السجادية " التي هي زبور آل محمد (عليهم السلام) - على ما في بعض الروايات - أيضا قال: " فاعرف اللهم ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي يا أرحم الراحمين " وفي معتبر علي بن سويد، في كتاب النكاح أبواب النكاح المحرم، قال: " إني مبتلى بالنظر إلى المرأة الجميلة... - إلى أن قال (عليه السلام) - إذا عرف الله من نيتك الصدق فلا بأس " (2).
فعلى كل لا تدل هذه الاستعمالات على شئ قبال حكومة العقل. نعم