(عصم) لما فرغ صلى الله عليه وآله وسلم من قتال أهل بدر أتاه جبرئيل على فرس أنثى حمراء عاقدا ناصيته عليه درعه ورمحه في يده قد عصم ثنيته الغبار فقال: إن الله أمرني ألا أفارقك حتى ترضى فهل رضيت قال: نعم قد رضيت فانصرف.
من عصب الريق فاه وعصمه إذا لزق به على اعتقاب الباء والميم ولهما نظائر ويجوز أن يراد بالثنية الطريق الذي أتى فيه وأن الغبار قد عصمه أي منعه وصده لتكاثفه واعتكاره كما يقال: غبار قد سد الأفق.
في المختالات المتبرجات قال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم.
قيل: يا رسول الله وما الغراب الأعصم قال: الذي إحدى رجليه بيضاء.
وروى: عائشة وفي النساء كالغراب الأعصم في الغربان.
قال ابن الأعرابي: الأعصم من الخيل الذي في يديه بياض قل أو كثر والوعول أكثرها عصمة.
وقال الأصمعي: العصمة بياض في ذراعي الظبي والوعل.
وعن بعضهم: بياض في يديه أو إحداهما كالسوار.
وتفسير الحديث يطابق هذا القول إلا أن الرجل موضوعة مكان اليد قالوا: وهذا غير موجود في الغربان فمنعناه إذن أنه لا يدخل أحد من المختالات المتبرجات الجنة وقيل: إن الجناحين للطائر كاليدين للبهيمة.
والأعصم من الغربان: الذي في أحد جناحيه ريشة بيضاء وهو قليل فيها فعلى هذا يدخل القليل النادر منهن الجنة.
(عصر) عمر رضى الله تعالى عنه قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه وليس للولد أن يعتصر من والده.
اتسع في الاعتصار فقيل بنو فلان يعتصرون العطاء قال:
فمن واستبقى ولم يعتصر من فرعه مالا ولا المكسر واعتصر النخلة إذا ارتجعها.
والمعنى أن الولد إذا نحل ولده شيئا فله أن يأخذه منه فشبه أخذ المال منه واستخراجه من يده بالاعتصار.