فقال: يا رسول الله أتعطيني هذه الحلة وقد قلت أمس في حلة عطارد ما قلت! إنما يلبس هذه من لا خلاق له! فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لم أعطكها لتلبسها ولكن لتعطيها بعض نسائك يتخذنها طرأت بينهن.
وفى حديث أخر: إنه قال لعلي صلى الله عليهما في برد سيراء: اجعله خمرا أو اقسمه بين الفواطم.
وعن علي عليه السلام: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حلة سيراء فأرسل بها إلى فلبستها فعرفت الغضب في وجهه وقال: إني لم أعطكها لتلبسها وأمر بها فأطرتها بين نسائي.
السيراء: نوع من البرود يخالطه حرير سمى سيراء لتخطيط فيه والثوب المسير الذي فيه سير أي طرائق. ويقال: سيرت المرأة خضابها ولم تبهم والتسيير: أن تخضب أصابعها خضابا مخططا تخضب خطا وتدع خطا. قال ابن مقبل:
وأشنب تجلوه بعود أراكه * ورخصا عليه بالخضاب مسيرا طرأت: أي قطعا من الطر وهو القطع.
بين: يتعلق بيتخذن أو بطرات لما فيه من معنى الطر كأنه قال: يقطعنه بينهن.
الفواطم: فاطمة الزهراء البتول عليها وعلى أبيها وبعلها أفضل الصلوات وأشرف التسليمات وفاطمة بنت أسد بن هاشم زوج أبى طالب رضي الله عنها أم على وجعفر وعقيل وطالب عليهم السلام وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وفاطمة أم أسماء بنت حمزة رضي الله عنهم وقيل الثالثة فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وكانت قد هاجرت. وأما فاطمة المخزومية جدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبيه وفاطمة بنت الأصم أم خديجة عليها السلام فما أدركتا الوقت الذي قال فيه لعلى صلى الله عليهما ذلك.
أطرتها: قسمتها شققا بينهن. قال:
كأن فؤادي يوم جاء نعيها * ملاءة قز بين أيد تطيرها أي تشققها.
(سيم) إن أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم لما هاجروا إلى أرض الحبشة قال لهم النجاشي: امكثوا فإنكم سيوم.
تفسيره في الحديث الأمان أي أنتم آمنون. وهي كلمة حبشية.
(سيب) عمر رضى الله تعالى عنه السائبة والصدقة ليومها.