وبهذا المعنى الثاني استعير للمتحلي بفضيلة لم ترزق وليس من أهلها. وشبه بلابس ثوبي زور أي ذي زور وهو الذي يزور على الناس بأن يتزيا بزي أهل الزهد ويلبس لباس ذوي التقشف رياء وأضاف الثوبين إلى الزور لأنهما لما كانا ملبوسين لأجله فقد اختصاصا سوغ إضافتهما إليه. أو أراد أن المتحلي كمن لبس ثوبين من الزور قد ارتدى بأحدهما وائتزر بالآخر كقوله:
إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا وقوله:
يجر رباط الحمد في دار قومه وقول ذي الرمة:
على كل كهل أزعكي ويافع * من اللؤم سربال جديد البنائق (شبر) قال صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لعلى وفاطمة عليهما السلام: جمع الله شملكما وبارك في شبركما.
الشبر: العطاء يقال: شبره شبرا إذا أعطاه فكنى به عن النكاح فقيل: شبرها شبرا.
ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم: أنه نهى عن شبر الجمل.
وهذا على وجهين: أن يراد بالشبر ما يعطاه من أجرة الضراب أو الضراب نفسه ويقدر مضاف محذوف أي عن كراء شبر الجمل كقوله: نهى عن عسب الفحل.