والأرملة من لا زوج لها سواء تزوجت قبل ذلك أم لا وقيل التي فارقها زوجها قال ابن قتيبة سمعت أرملة لما يحصل لها من الارمال وهو الفقر وذهاب الزاد بتفقد الزوج يقال أرمل إذا فني زاده قال القاري وهذا مأخذ لطيف في إخراج الغنية عموم الأرملة وإن كان ظاهر إطلاق الحديث يعم الغنية والفقيرة قال الطيبي وإنما كان معنى الساعي على الأرملة ما قاله النووي لأنه صلى الله عليه وسلم عداه بعلي مضمنا فيه معنى الانفاق (والمسكين) هو من لا شئ له وقيل من له بعض الشئ وقد يقع على الضعيف وفي معناه الفقير بل بالأولى عند بعضهم (كالمجاهد في سبيل الله) أي ثواب القائم بأمرهما وإصلاح شأنهما والإنفاق عليهما كثواب الغازي في جهاده فإن المال شقيق الروح وفي بذلة مخالفة النفس ومطالبة رضا الرب (أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل) وفي رواية للبخاري أو القائم الليل الصائم النهار قال العيني شك من الراوي وفي رواية معن بن عيسى وابن وهب وابن بكير وآخرين عن مالك بلفظ أو كالذي يصوم النهار ويقوم بالليل وفي رواية ابن ماجة من رواية الدراوردي عن ثور مثله ولكن بالواو لا بأو انتهى قوله (عن ثور بن زيد) باسم الحيوان المعروف الديلي بكسر المهملة بعدها تحتانية المدني ثقة من السادسة (عن أبي الغيث) اسمه سالم المدني مولى ابن مطيع ثقة من الثالثة قوله (هذا حديث حسن صحيح غريب) وأخرجه الشيخان وغيرهما اعلم أن الاسناد الأول مرسل والثاني موصول قال الحافظ في الفتح وأكثرهم ساقه على لفظ رواية مالك عن صفوان بن سليم به مرسلا ثم قال وعن ثور بسنده مثله انتهى قوله (ثور بن يزيد شامي وثور بن زيد مدني) يعني أن هذين رجلان الأول شامي والثاني مدني وقد عرفت ترجمة ثور بن زيد انفا وأما ترجمة ثور بن يزيد فقال الحافظ ثور بن يزيد بزيادة تحتانية في أول اسم أبيه أبو خالد الحمصي ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر من السابعة
(٨٩)