هكذا وما والاه وعالم أو متعلم بالرفع وكذا في جامع الأصول إلا أن بدل أو فيه الواو وفي سنن ابن ماجة أو عالما أو متعلما بالنصب مع أو مكررا والنصب في القرائن الثلاث هو الظاهر والرفع فيها على التأويل كأنه قيل الدنيا مذمومة لا يحمد ما فيها إلا ذكر الله وعالم أو متعلم انتهى ما في المرقاة قال المناوي قوله ملعونة أي متروكة مبعدة متروك ما فيها أو متروكة الأنبياء والأصفياء كما في خبر لهم الدنيا ولنا الآخرة وقال الدنيا ملعونة لأنها غرت النفوس بزهرتها ولذتها فأمالتها عن العبودية إلى الهوى وقال بعد ذكر قوله وعالما أو متعلما أي هي وما فيها مبعد عن الله إلا العلم النافع الدال على الله فهو المقصود منها فاللعن وقع على ما غر من الدنيا لا على نعيمها ولذتها فإن ذلك تناوله الرسل والأنبياء انتهى قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه ابن ماجة والبيهقي قوله (قال سمعت مستوردا) هو ابن شداد القرشي الفهري (أخا بني فهر) أي كان مستورد من بني فهر (ما الدنيا) ما نافية أي ما مثل الدنيا من نعيمها وزمانها (في الآخرة) أي في جنبها ومقابلة نعيمها وأيامها (إلا مثل) بكسر الميم ورفع اللام (ما يجعل أحدكم) ما مصدرية أي مثل جعل أحدكم (أصبعه) الظاهر أن المراد بها أصغر الأصابع قاله القاري قلت وقع في رواية مسلم أصبعه هذه في اليم وأشار يحيى بن يحيى بالسبابة (في اليم) أي مغموسا في البحر المفسر بالماء الكثير (فلينظر بماذا ترجع) أي بأي شئ ترجع أصبع أحدكم من ذلك الماء قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه مسلم
(٥٠٥)